http://www.histats.com/viewstats/?redir=1


الثلاثاء، نوفمبر 15، 2011

اشياء تسقط منك ولا تسمع صوتها




أشياء تسقط منك ولكن لا تسمع صوتها‎ !!! ‎
(( ليس بالضرورة ان تسمع اصواتهم 
كي تدرك أنهم سقطوا منك ‎((‎ ‎ 



بعض انواع السقوط لا يعادله مراره سوى مرارة الموت‎

فالبعض‎ ‎يسقط من العين‎ 
والبعض يسقط من القلب‎ 
والبعض يسقط من الذاكرة‎

والذي‎ ‎يسقط من العين‎

يسقط بعد مراحل من الصدمه؛ والدهشة؛ والاستنكار؛‏‎ ‎والاحتقار‎ 
ومحاولات فاشله لتبرير اختياره هذا النوع من السقوط‎ ..!! ‎ 

أما سقوط القلب‎ 

فإنه يلي مراحل من الحب‎ ,, 
والحلم الجميل‎ ,,, 
والاحساس بالضياع والندم ومحاولات فاشله لاحياء مشاعر ماتت‎ ..!!! ‎

وأما سقوط الذاكره‎ 

فإنه يبدأ بعد مراحل من التذكر‎ ‎والحنين‎ 
وبعد معارك مريره مع النسيان‎ 
ناتجه عن الرغبه في التمسك بأطياف أحداث‎ وشخوص ‎انتهت‎ .. 
وغالبا يكون سقوط الذاكره هو آخر مراحل السقوط‎ 
وهو أرحم أنواع‎ ‎السقوط‎ ...!!!! 


وليس بالضرورة ان الذي يسقط من عينيك يسقط من قلبك‎ ..!! 
أو أن الذي يسقط من قلبك يسقط من ذاكرتك‎ ..! 
فلكل سقوط أسبابه التي قد‎ ‎لا تتأثر أو تؤثر في النوع الآخر من السقوط‎

فالبعض يسقط من قلبك‎ ,, 
لكنه يظل محتفظا بمساحاته النقيه في عينيك‎ 
فيتحول احساسك المتضخم بحبه الى‎ ‎احساس متضخم باحترامه‎ 
فتعامله بتقدير .. امتنانا لقدرته السامية في الاحتفاظ‎ ‎بصورته الملونه في عينيك‎ 
برغم امتساح الصورة من قلبك‎ ..!!!!
وهذا النوع من‎ ‎البشر يجعلك تردد بينك وبين نفسك كلما تذكرته ...
... شكرا‎ ...

أما المعاناة‎ ‎الكبرى‎ .. 
فهي حين يسقط من عينيك إنسان ما‎ 
لكنه لااااا يسقط من قلبك‎ ! 
ويظل معلقا بين مراحل سقوط القلب وسقوط العين‏‎ 
وتبقى وحدك الضحية لأحاسيس‎ ‎مزعجة‎ 
تحبه ,,, لكنك بينك وبين نفسك تحتقره‎ 
وربما احتقارك له أكثر من حبك‎ ...!!! 
‎ 
ولأن الذاكرة كالطريق‎ 
تلتقط معظم الوجوه التي‎ ‎تلتقيها‎ 
والتي قد لا يعني لك أمرها شيئا‎ 
فإن سقوط الذاكرة هو أرحم أنواع‎ ‎السقوط‎ 
لأنه آخر مراحل سقوطهم منك‎ ..!! 
فالذي يسقط من الذاكرة لا يبقى في‎ ‎القلب ,,, ولا يبقى في العين 

حدآئق من الورد .. وامطار من المشآعر الصادقهـ .. لكل من توآجد هنآ

منقول

الاثنين، نوفمبر 14، 2011

حديث شريف

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
 ( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا ،  وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ )
رواه البخاري (3280) ومسلم (2012) ، وبوب عليه النووي بقوله : باب الأمر بتغطية الإناء ، وإيكاء السقاء ، وإغلاق الأبواب ، وذكر اسم الله عليها ، وإطفاء السراج والنار عند النوم ، وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب .

معلومات عن القرآن الكريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله نبدأ

هذه اسأله واجوبه نقلتها لكم اعزائي  لمالها من فائده آمل الإطلاع عليها
تمنياتي لكم بقضاء اوقات سعيده مع القرآن الكريم
------------------------------

الكلمة التي تقسم القرآن الكريم الى نصفين متساويين تماما هي كلمة (وليتلطف) في  سورة الكهف آية 19 الكلمة التي وردت في نصف القرآن الثاني ولم ترد ابدا في النصف الاول هي كلمة (كلا) سورة المجادلة هي السورة الوحيدة التي ورد فيها لفظ الجلالة (الله) في كل آية من آيات السورة كلها سورتي التحريم والطلاق هما الوحيدتان في القرآن كله المتساويتين في عدد الايات. فعدد آيات كل منهما 12 آية ولم ترد سورة أخرى في القرآن بهذا العدد من الآيات. فسبحان الله! القرآن الكريم فيه 114 سورة 
وقسم الى 30 جزءا وكل جزء الى حزبين اي ان القرآن فيه 60 حزبا وقسم كل حزب الى 4 ارباع وبهذا فيكون كل جزء يحتوي على 8 ارباع والقرآن كاملا يحتوي على 240  ربع (8 ارباع مضروب في 30 جزء) وبالتقريب تشكل كل صفحتين من القرآن ربعا واحدا
وهذا يعني ان الانسان يمكنه اذا قرأ كل يوم صفحتان اي ربع واحد لامكنه من ختم القرآن في 240 يوما وهذا اضعف الايمان واذا من الله عليه وحفظ في كل اسبوع صفحتان فانه سيحفظ القرآن كاملا في 240 اسبوعا اي بمعدل 4 سنوات ونصف من عمر الانسان الطويل... اقلا نستطيع ان نستغل من عمرنا 4 سنوات؟

 الله الموفق

وفي القرآن العظيم بعض اللمحات التي نقف عندها لادراك الاعجاز اللغوي في كتاب الله الذي لا تنقضي عجائبه وهي اذا تأملنا فيما يلي نرى ان الكلمات تقرأ تماما بالمقلوب كما 

تقرأ عادة وهي: وربك فكبر ,,,,,, كل في فلك 

س1-كم بلغت فترة نزول القرآن؟ 
ج1-حوالى 23سنة منها 13سنة بمكة المكرمة و10 سنوات بالمدينة المنورة.
س2-ما عدد سور القرآن الكريم؟ 
ج2-114سورة منها 86 سورة مكية و28 سورة مدنية وهناك بعض 
الإختلافات البسيطة بين العلماء فى هذا الشأن ولكن هذا أرجح الأقوال. 
س3-ما عدد آيات القرآن الكريم؟ 
ج3-6236 حسب طريقة عد الكوفيين.منها4507 آية مكية و1729 آية مدنية. 
س4-ما أول آية نزلت من آيات القرآن الكريم؟وفى أى سورة؟ 
ج4-أول آية هى قول الله تعالى فى الآية الأولى من سورة العلق: "اقرأباسم ربك الذى خلق" 
س5-ماآخر آية نزلت من آيات القرآن الكريم؟وفى أى سورة؟ 
ج5-آخر آية نزلت من آيات القرآن الكريم كانت فى المدينة المنوّرة وهى قول الله تعالى فى الآية رقم 281 من 
سورة البقرة: "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" 
س6-ما أول السور القرآنية نزولاً بمكة المكرّمة وآخر سورة نزلت فيها؟ 
ج6-أول سورة هى (العلق) وآخر سورة هى (المطففين). 
س7-ما آخر آية نزلت بمكة المكرّمة قبل الهجرة إلى المدينة المنوّرة؟ وفى أى سورة؟ 
ج7-آخر آية نزلت بمكة المكرّمة قبل الهجرة كانت ليلة الهجرة(يوم الزحمة)وهى قول الله تعالى فى الآية رقم 
30 من سورة الأنفال: "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك..ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". 

س8-ما أول الآيات نزولاً بالمدينة المنوّرة بعد الدخول إليها؟وفى أى سورة؟ 
ج8-يقال إن من أولى الآيات نزولاًبالمدينة المنوّرة الآية رقم 53 من سورة الزمر وفيها يقول الله تعالى: "قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفورالرحيم". 
س9-ماهى أول السور القرآنية نزولاً بالمدينة المنوّرة؟وما هى آخر سورة نزلت من القرآن الكريم؟ 
ج9-أول سورة نزلت بالمدينة هى سورة البقرة وآخر سورة نزلت من القرآن هى سورة النصر: "إذا جاء نصر الله والفتح....".
س10-هل توجد أسماءأخرى للقرآن الكريم؟ 
ج10-نعم.يسمّى القرآن أيضاً بالفرقان، والذكر، والحق، والنور، والهدى، والكتاب، والكتاب المبين، وذلك كما جاء فى كتاب الله عزّ وجلّ. 
س11-ما هى أطول وأقصر سور القرآن فى عدد الآيات؟وكم عدد آيات كل منهما؟ 
ج11-أطول سور القرآن فى عدد الآيات هى سورة البقرة وعدد آياتها286 آية.وأقصر سورة فى القرآن
هى سورة الكوثر وعدد آياتها 3آيات. توجد سورتان أخريان كل منهما مكوّنة من ثلاث
آيات هما: العصر-والنصر إلا أن الكوثر أقلها فى عدد الكلمات(عشر كلمات فقط). 
س12-ما هى السورة التى أطلق عليها (قلب القرآن)مع بيان عدد آياتها؟
ج12-هى سورة( ياسين)وهى مكية وعدد آياتها83 آية.
س13-ما هى الآية التى أطلق عليها (سيدة آى القرآن الكريم)؟ 
ج13-هى الآية رقم 255 من سورة البقرة،وتسمى آية الكرسى وتبدأ 
بقوله تعالى: "الله لا إله إلا هو الحى القيوم...".
س14-ما هى أول آيات السجود التى نزلت من آيات القرآن الكريم،وفى أى سورة؟ 
ج14-أول آيات السجود هى قول الله تعالى فى الآية الأخيرة(رقم 62)من سورة النجم: "فاسجدوا لله واعبدوا".مع ملاحظة أنها سجدة لغير مذهب الإمام مالك. 
س15-كم سجدة فى القرآن الكريم؟وفى كم سورة جاءت؟
ج15-توجد 15 سجدة وجاءت فى 14 سورة حيث توجد سجدتان فى سورة الحج. 
س16-ما هى السور التى انتهت آياتها بسجدة لله الواحد القهار؟ 
ج16-ثلاث سور هى:الأعراف والنجم والعلق. 
س17-كم سورة معرّفة بأداة التعريف"ال" موضّحاً عددالمعرّفة ب"ال" القمرية و"ال" الشمسية؟
ج17- 95 سورة قرآنية منها 60 معرّفة ب"ال"القمرية و35 معرّفة ب "ال" الشمسية.
س18-كم سورة من سور القرآن الكريم بدأت بحروف مقطّعة؟
ج18- 29 سورة.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة .والحسنة بعشر أمثالها..لاأقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "رواه الترمذى". 
س19-كم سورة من سور القرآن الكريم جاء اسمها موافقاً للحروف المقطّعة؟ 
ج19- 4 سور هى: طه ،ياسين ، ص ، ق. 
س20-كم سورة من سور القرآن الكريم جاء بها آيتان من الحروف المقطّعة؟ 
ج20-سورة واحدة وهى الشورى والآيتان هما (حم ، عسق). 
س21-ما هى أطول كلمة فى القرآن الكريم ومن كم حرف تتكوّن؟ 
ج21-أطول كلمة وردت فى القرآن الكريم عدد حروفها أحد عشر حرفاً وهى(فأسقيناكموه)التى 
وردت فى الآية 22 من سورة الحجر. وكذلك كلمة(فسيكفيكهم الله ) 
س22-ما هى السورة التى يتكون اسمها من أكبرعدد من الحروف؟ 
ج22- هى سورة (المنافقون) وعدد حروفها تسعة حروف. 
س23-خلت أسماء سور القرآن الكريم من أحد حروف الهجاء،فما هو؟ 
ج23-هو حرف الظاء (ظ). 

الأحد، نوفمبر 13، 2011

في أسباب النصر الحقيقية


في أسباب النصر الحقيقية
محمد بن صالح العثيمين


هذا الدرس من كتاب مجالس شهر رمضان للشيخ محمد بن صالح العثيمين ، وبعد ما استعرض غزوة بدر، وبين كيف تم فتح مكة، أراد أن يبين كيف يتحقق النصر؛ فكان هذا الدرس.


الحمدُ لله العظيمِ في قَدْرِه، العزيزِ في قهْرِه، العالمِ بحالِ العَبْدِ في سِرِّه وجَهْرِه، الجائِدِ على المُجَاهدِ بِنَصْرِه، وعلى المتَواضِعِ من أجْلِهِ بِرَفْعِه، يسمعُ صَريفَ القلمِ عند خطِّ سَطْرِه، ويرى النَّملَ يدبُّ في فيافي قَفْرِه، ومِن آياتِه أنْ تقوم السَماءُ والأرضُ بأَمْرِه، أحْمَدُهُ على القَضَاءِ حُلْوِه ومُرِّه، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له إقامةً لِذْكْرِهِ، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه المبعوثُ بالبِرِّ إلى الخلْقِ في بّره وبَحْرِه، صلَّى الله عليه وعلى صاحِبِه أبي بكرٍ السابقِ بما وَقَرَ من الإِيمانِ في صَدْرِه، وعلى عُمَر مُعزِّ الإِسلامِ بَحَزْمِه وقهرهِ، وعلى عثمانَ ذِي النُّورَينِ الصابِر من أمره على مُرِّه، وعلى عليٍّ ابن عمِّه وصِهْرِه، وعلى آلِهِ وأصحابه والتابعينَ لهم بإِحسانٍ ما جاد السحابُ بقطْرِه، وسلَّم تسليماً.


إخواني: لقد نصرَ الله المؤمنينَ في مَواطنَ كثيرةٍ في بدرٍ والأحزابِ والفتحِ وحُنينٍ وغيرها، نصرَهُمُ اللهُ وفاءً بِوَعدِه {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ } [الروم: 47] {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَـادُ * يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظَّـلِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ الْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [غافر: 51، 52]. نَصرَهُمُ اللهُ لأنهم قائمونَ بدينِه، وهو الظَّاهرُ على الأديانِ كلِّها، فمن تمسك به فهو ظاهرٌ على الأممِ كلِّها {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33]. نصَرَهم اللهُ تعالى لأنهم قاموا بأسبابِ النصرِ الحقيقيَّةِ المادَيةِ منها والمَعْنَويةِ، فكان عندهم من العَزْمِ ما بَرَزُوا به على أعدائهم، أخذاً بتوجيه اللهِ تعالى لَهُم، وتَمشِّياً مع هديهِ وتثبيتِه إياهم {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّـلِمِينَ} [آل عمران: 139، 140] {وَلاَ تَهِنُواْ فِى ابْتِغَآءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [النساء: 104] {فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَـلَكُمْ، إِنَّمَا الْحَيَوةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْـأَلْكُمْ أَمْوَلَكُمْ} [محمد: 35، 36].


فَكانوا بهذِه التَّقْويَةِ والتثبيتِ يَسِرونَ بِقُوةٍ وعزْمٍ وجِدٍّ، وأخَذُوا بكِلَّ نصيبٍ من القُوة امتثالاً لقولِ ربِّهم سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } [الأنفال: 60] من القُوَّةِ النفسيةِ الباطنةِ، والقوةِ العسكريةِ الظاهرة. 
نصرهم الله تعالى لأنهم قامُوا بنصر دينِه {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـهُمْ فِى الأرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَآتَوُاْ الزَّكَـوةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـقِبَةُ الأمُورِ} [الحج: 40، 41]. ففي هاتين الآيتين الكريمتين وعدَ اللهُ بالنصر من ينصرُه وعداً مؤكداً بمؤكدات لفظية ومَعنوية، أما المؤكدات اللفظية فهي القسمُ المقدَّرُ؛ لأنَّ التقديرَ واللهِ لينصرنَّ اللهُ مَنْ ينصرُهُ وكذلك اللامُ والنونُ في «وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ » كلاهُما يفيدُ التوكيدَ، وأمَّا التوكيدُ المعنويُّ ففي قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ } فهو سبحانه قَويٌّ لا يضْعُفُ وعزيزٌ لا يذِلُّ، وكلُّ قوةٍ وعزةٍ تُضَادُّهُ ستكونُ ذُلاً وضعفاً وفي قولِه: {وَلِلَّهِ عَـقِبَةُ الأمُورِ} تثبيتٌ للمؤمِنِ عندما يسْتَبعِدُ النصر في نَظَره؛ لِبُعد أسبابِه عندَه، فإنَّ عواقبَ الأمورِ لله وحْدَهُ يغَيِّر سبحانَه ما شاءَ حَسْبَ ما تَقْتَضِيه حكمَتُه.


وفي هاتين الايتين بيانُ الأوْصافِ التي يُستحقُّ بها النصرُ، وهي أوصافٌ يَتَحَلَّى بها المؤمنُ بعدَ التمكين في الأرضِ، فلا يُغْرِيه هذا التمكينُ بالأشَرِ والْبَطرِ والعلوِّ والفسادِ، وإنما يَزيدُه قوةً في دين الله وتَمسُّكاً به. 
الوصفُ الأول: { الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـهُمْ فِى الأرْضِ أَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَآتَوُاْ الزَّكَـوةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـقِبَةُ الأمُورِ} [الحج: 41].


والتمكينُ في الأرض لا يكونُ إلاّ بعْدَ تحقيق عبادةِ الله وحْدَه كما قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّـلِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَـسِقُونَ } [النور: 55]. فإذا قام العبدُ بعبادَةِ الله مخلصاً له في أقْوَالِه وأفعالِه وإرادَتِه لا يريدُ بها إلا وجه الله والدار الآخرة ولا يريد بها جاهاً ولا ثناءً من الناسِ ولا مالاً ولا شيئاً من الدُّنيا، واستمَرَّ على هذِه العبادة المخْلصة في السَّراء والضَراءِ والشِّدةِ والرَّخاءِ، مكَّنَ الله له في الأرض. إذَنْ فالتمكينُ في الأرضَ يستلزمُ وصفاً سابقاً عليه وهو عبادةُ اللهِ وحْدَه لا شريكَ له. 
وبعد التمكين والإِخلاص يَكُونُ: 
الوصفُ الثاني: وهو إقامةُ الصلاةِ بأن يؤدِّيَ الصلاة على الوجهِ المطلوب منه، قائماً بشروطِها وأركانِها وواجباتِها وتمامُ ذلك القيامُ بمُسْتَحَبَّاتِها، فيحسنُ الطُّهورَ، ويقيمُ الركوعَ والسجودَ والقيامَ والقعودَ، ويحافَظُ على الوقتِ وعلى الجمعةِ والجماعاتِ، ويحافظُ على الخشوعِ وهو حضورُ القلبِ وسكونُ الجوارح، فإِنَّ الخشوعَ رُوحُ الصلاةِ ولُبُّها، والصلاةُ بدونِ خشوعٍ كالجسمِ بدون روحٍ، وعن عمار بن ياسرٍ رضي الله عنه قال سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم يقولُ: «إنَّ الرجل لينصرفُ وما كتِب له إلاَّ عُشْرُ صلاتِهِ تُسْعُها ثُمنْها سُبْعُها سُدسُها خُمْسُها ربْعُها ثلْثُها نصفها»، رواه أبو داود والنسائي.


الوصفُ الثالث: إيتاءُ الزكاةِ {وَآتُواْ الزَّكَوةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ} بأن يعْطوُهَا إلى مستحقِّيها طِّيبةً بها نفوسُهم كاملةً بدونِ نقصٍ، يبتغُون بذلك فضلاً من الله ورضواناً، فيُزكُّون بذلك أنفسَهُم ويطهِّرون أموالَهم، وينفعونَ إخوانهم من الفقراءِ والمساكينِ وغيرهم من ذوي الحاجات، وقد سبقَ بيانُ مُسْتحِقَّي الزكاةِ الواجبةِ في المجلِسِ السابعَ عَشر.


الوصفُ الرابعُ: الأمر بالمعروفِ {وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ}. 
والمعروفُ كلُّ ما أمرَ اللهُ به ورسولُه من واجباتٍ ومستحبات، يأمرون بذلك إحياءَ لشريعةِ اللهِ وإصلاحاً لعباده، واستجلاباً لرحمتِهِ ورضوانِهِ، فالمؤمنُ للمؤمنِ كالبنيِان يشدُ بعضُه بعضاً، فكما أنَّ المؤمنَ يحبُّ لنفسِهِ أَنْ يكونَ قائماً بطاعَةِ ربِّه؛ فكذلك يجبُ أن يحبَّ لإِخوانِه من القيام بِطاعةَ الله ما يحبُّ لنفسه، والأمرُ بالمعروفِ عن إيمانٍ وتصديقٍ يستلزمُ أن يكونَ الأمرُ قائماً بما يأمرُ به؛ لأنه يأمرُ به عن إيمانٍ واقتناعٍ بفائدتِهِ وثمراتِهِ العاجلة والآجلةِ.


الوصفُ الخامسُ: النَّهيُ عن المنكرِ {وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـقِبَةُ الأمُورِ }. 
والمُنْكَرُ كلُّ ما نهى اللهُ عنه ورسولُه من كبائر الذنوبِ وصغائِرِها، مما يتعلقُ بالعبادةِ أو الأخلاقِ أو المعاملةِ، ينْهونَ عن ذلك كلِّه صِيانةً لدينِ الله، وحمايةً لِعباده واتقاءً لأسْبابِ الفسادِ والعقوبةِ. 
فالأمرُ بالمعروفِ والنَهْيُ عن المنكر دعَامَتَانِ قَوِيَّتانِ لبقاءِ الأمَّةِ وعزتِها ووحْدَتِها حتى لا تتفرَّق بها الأهواءُ، وتَشَتَّتَ بها المسالكُ، ولذلك كانَ الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر من فرائِضِ الدين على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ مع القدرةِ {وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَـتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 104، 105].


فَلَوْلا الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكر لتَفَرَّق الناسُ شِيعاً، وتمزَّقوا كل ممزَّق، كلُّ حزبٍ بما لَدَيْهِمْ فرحون، وبه فُضِّلت هذه الأمةُ على غيرها {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ الْكِتَـبِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَـاسِقُونَ} [آل عمران: 110]. وبتَركه {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِى إِسْرَءِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ* كَانُواْ لاَ يَتَنَـهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79].


فهذه الأوصافُ الخمسةُ متى تحقَّقتْ مع القيامِ بما أرشدَ الله إليه من الْحَزمِ والعزيِمَةِ وإعْدادِ القُوَّةِ الحسيَّة حصل النصرُ بإذنِ الله {وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَـفِلُونَ} [الروم: 6، 7]. 
فيَحْصَلُ للأمَّةِ من نصْر الله ما لَمْ يخْطُرْ لهم على بالٍ، وإن المؤمنَ الواثقَ بوعدِ الله ليَعْلمُ أنَّ الأسباب المادِّيةَ مَهْما قويَتْ فليستْ بشيء بالنسبةِ إلى قُوةِ الله الذي خلقها وأوْجَدَها.


افْتَخَرَتْ عادٌ بقوَّتِها وقالُوا منْ أشدُّ منا قوةً فقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِـَايَـتِنَا يَجْحَدُونَ* فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِى أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْىِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ} [فصلت: 15، 16]. 
وافْتَخر فرعونُ بمُلكِ مصْرَ وأنْهَاره التي تْجري مِنْ تحته فأغرقَه الله بالماءِ الَّذِي كان يفْتَخرُ بِمثْلِهِ وأوْرث مُلْكهُ مُوسى وقومَه وهو الَّذِي في نظر فرعونَ مَهِيْن ولاَ يكادُ يُبِين.


وافتَخرت قريشٌ بعظَمتها وَجَبروتِها فخرجوا من ديَارِهم برؤسائِهم وزعمائِهم بطراً ورِئاءَ الناس يقولون لا نَرْجعُ حتى نقدمَ بَدْراً فننحرَ فيها الجزور، ونَسْقِيَ الخمورَ، وتعزفَ الْقِيانُ، وتسمعَ بنا العربُ فلا يزالُون يهابوننَا أبداً. فَهُزمُوا على يد النبيِّ صلى الله عليه وسلّم وأصحابه شرَّ هزيمةٍ، وسُحبت جثثُهم جِيفاً في قليبِ بدرٍ، وصاروا حديثَ الناس في الذُّلِّ والهوانِ إلى يوم القيامةِ. 
ونحنُ المسَلمين في هذا العصرِ لو أخَذْنَا بأسباب النصرِ، وقُمْنَا بواجبِ دينِنا، وكنَّا قدوةً لا مُقْتَدين، ومتبوعِين لا أتباعاً؛ لِغَيرنا وأخَذْنَا بوسائِل الحرب الْعَصْريَّةِ بصدقٍ وإخلاصٍ لنصَرنَا الله على أعدائنا كما نصر أسلافَنا. 
صدقَ الله وعْدَه ونصر عَبْدَه وهزَمَ الأحزابَ وحْدَه. {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً } [الفتح: 23]. 
اللَّهُمَّ هيئ لنا منْ أسبابِ النصرِ ما به نَصْرُنَا وعزتُنا وكرامتُنا، ورفعةُ الإِسلام وذُل الكفرِ والعصيانِ إنك جوادٌ كريمُ وصلَّى الله وسلَّم على نبِينا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِه أجمَعين.

.. نسأل الله أن لا يفقدنا حيث امرنا ولا يرانا حيث نهانا وأن يمكن دينه وكتابه وعباده الصالحين

خمس اشياء تميت القلب






 قسوة القلب من أعظم الأمراض المهلكة للعبد في دنياه وآخرته، وأصحاب القلوب القاسية هم أبعد الخلق عن الله عز وجل ، وأن هذه القسوة التي تصيب القلوب هي في حقيقتها عقوبة من الله تعالى لبعض عباده جزاء ما اقترفوه ، كما قال مالك بن دينار رحمه الله: ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ، وما غضب الله على قوم إلا نزع الرحمة من قلوبهم.


وإذا كانت قسوة القلب من علامات شقاء العبد فإن لهذه القسوة التي يصاب بها العبد أسبابا نذكر شيئا منها فيما يلي:




أولا: الركون إلى الدنيا والاغترار بها:






فمهما عظم قدر الدنيا في قلب العبد وطغى حبها في قلبه على حب الآخرة قسا القلب ؛ فتراه يضحي بكل شيء من أجل الدنيا ، فيضحي بصلاته ، بأرحامه ،  بأصدقائه وخلانه ، بل يضحي بمبادئه وأخلاقه ، مع أن الله عز وجل ينادي:




( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور).


إن الدنيا شعب كثيرة تتشعب بالعباد ، فهناك النساء والولدان والأموال والتجارات والمناصب والوجاهات و…..شعب كثيرة وكلما حصل العبد المغرور بالدنيا شعبة منها طمع في غيرها وسعى لها فيبتعد عن الله عز وجل بقدر ميله إلى هذه الشعب وانشغاله بها إلى أن يسقط من عين الله فلا يبالي ربنا بهذا العبد في أي أودية الدنيا هلك.


إن المتعلق بالدنيا المشغول القلب بها هو في الحقيقة سكران بحب الدنيا أعظم من سكر أصحاب الخمور إذ لا يفيق سكران الدنيا إلا في عسكر الموتى نادما مع الغافلين.


فيا أيها المشغول بالدنيا إذا أردت أن توغل فيها فأوغل فيها برفق واعلم أنك لن تأخذ منها إلا ما قدره الله عز وجل لك ، وأنه لن يفوتك منها درهم قد كتبه الله لك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن روح القدس قد نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب.


ثانيا: الصحبة الفاسدة:


مما لا شك فيه أن للصحبة تأثيرها ؛ فالطبع يسرق من الطبع ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : المرء على دين خليله .


وقد اتفق العقلاء على أن الصاحب ساحب ، فكم من صاحب جر صاحبه إلى السرقة ، وكم من صاحب جر صاحبه إلى الزنا وإلى القتل وإلى ترك الصلاة وغيرها من المنكرات والموبقات ، ومثل هذه الصحبة ستنقلب على أصحابها يوم القيامة خزيا وندامة وعداوة: ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ).


وسيندم كل من صاحب الفاسقين حين لا ينفع الندم : (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا).


وقد قال نبي الله إبراهيم عليه السلام لقومه: ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين).


فانظر كيف أن الصحبة الفاسدة كانت سببا في قبول بعضهم الشرك وعبادة الأوثان ولو كانوا غير مقتنعين باستحقاقها العبادة من دون الله تعالى ، لكنها الرغبة في موافقة الأصحاب. والعجيب أن هؤلاء الأصحاب سيتبرأ بعضهم من بعض وسيلعن بعضهم بعضا وسيتمنى كل منهم أن ينال صاحبه النصيب الأكبر من العذاب.


فإذا كان أصحاب السوء سيتبرأون من أصحابهم يوم القيامة فحري بالعاقل أن يتبرأ منهم اليوم قبل أن يتبرأوا هم منه غدا.


ثالثا: الإقبال على الذنوب من غير توبة:




ليس مطلوبا من العبد أن يكون معصوما إذ ليس بمقدوره ذلك فالخطأ والذنب من طبع البشر ، لكن المطلوب من العبد أن يكون معظما للرب مستحضرا اطلاعه على عباده فيورث هذا الشعور مراقبة الله عز وجل ، فتقل معاصيه ، وإذا بدرت من العبد معصية بادر إلى التوبة والندم ، وإلا فإن للذنوب أثرا على القلوب لا يعالجها إلا التوبة ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: إن المؤمن إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل: ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .


إن الذنوب تقسي القلب إن لم يتب منها صاحبها بل قد تميته والعياذ بالله ، وصدق عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى حين قال :


رأيت الذنوب تميت القلوب……وقد يورث الذل إدمانها


وترك الذنوب حـياة القلوب……وخير لنفسك عصيانها


فهيا بنا نجدد التوبة وإذا ضعفت نفوسنا فعصينا عدنا فتبنا وأمام أعيينا قول ربنا تبارك وتعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم).


رابعا: الغفلة عن الموت وأمور الآخرة:




إن الموت وإن كان مصيبة إلا أن الغفلة عن تذكره مصيبة أعظم ؛ لأن نسيان الموت يصيب القلب بالغفلة والقسوة ، ومن أجل هذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الأمة بالإكثار من ذكر الموت ، فقال: أكثروا ذكر هادم اللذات: الموت .


ولان تذكر الموت يجعل القلب في حالة يقظة دائمة فقد كان السلف رضي لله عنهم يكثرون من ذكر الموت، هذا الربيع بن خثيم رحمه الله كان قد حفر في داره قبرا ينام فيه كل يوم مرات ، يستديم بذلك ذكر الموت ، وكان رحمه الله يقول : لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة لفسد.


ولما نظر ابن مطيع رحمه الله إلى داره فأعجبه حسنها قال: والله لولا الموت لكنت بك مسرورا ، ولولا ما نصير إليه من ضيق القبور لقرت بالدنيا أعيننا.


ولما قال عمر بن عبد العزيز لبعض العلماء : عظني. قال له : لست أول خليفة تموت. قال : زدني . قال: ليس من آبائك أحد إلى آدم إلا ذاق الموت وقد جاءت نوبتك ، فبكى عمر رحمه الله.


ولأجل هذا المعنى حث النبي صلى الله عليه وسلم على زيارة القبور لأنها تذكر العبد بالآخرة ، لكننا لا نريدها زيارة كزياراتنا لها الآن ، إنما نريدها زيارة تفكر وعظة واعتبار ، فإذا وقف العبد على القبر تذكر حال أصحابه في الدنيا كيف كان الواحد منهم وسيما جميلا نظيف الثياب طيب الريح ، ثم هو الآن قد علاه التراب فملأ عينيه ومحا حسن صورته ، قد تبددت أجزاؤه وصار غذاء للدود ، ثم يتفكر في حال من خلَّف كيف ترملت النساء وتيتم الأطفال وفرقت الأموال ، وكيف أن صاحب القبر قد خلت منه المساجد والدور والأسواق ، ثم يتفكر في نفسه كيف أنه صائر إلى هذا القبر لا محالة ، فيا ترى بأي الخدين سيبدأ البلى؟ وأي العينين ستسيل قبل أختها؟ وصدق والله الحسن رحمه الله إذ قال : فضح الموت الدنيا فلم يترك لذي لب فرحا.


ثم يتفكر العبد فيما بعد القبر من حشر ونشر وصراط وموقف وتوزيع للصحائف وانصراف الناس إما إلى جنة وإما إلى نار : ( فريق في الجنة وفريق في السعير).ويسأل نفسه: في أي الدارين منزلك؟.


إن استحضار العبد لهذه المعاني يجعله دائما متيقظا مشمرا ، أما غفلته عنها فإنها تصيب القلب في مقتل.


خامسا: ومن أسباب القسوة الغفلة عن ذكر الله:




إنه لا حياة للقلب على الحقيقة بغير ذكر الله تعالى ولهذا قال النبي : مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي و الميت .


إن القلوب تصدأ ويعلوها الران وذكر الله هو الجلاء لهذه القلوب، وإن القلب ليصيبه الهم والقلق ولا سكينة للقلب بغير ذكر الله تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )


إن العبد الغافل عن الذكر قد جعل من نفسه مرتعا لوساوس الشياطين ،  قال الله تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين). فهل تتوقع أن يرق قلب ذلك العبد الذي استحوذ الشيطان عليه؟!.


إن إبليس اللعين متربص ببني آدم يريد إضلالهم وإغواءهم ، وكلما كان العبد بعيدا عن ذكر الله غافلا عنه تمكن الشيطان منه فأضله وأغواه وقاده إلى ما فيه هلاكه  وفي الخبر: ‏(‏إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا غفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس‏)‏ أي تأخر وأقصر‏).


وقال ابن عباس رضي الله عنه‏:‏ إذا ذكر اللهَ العبدُ خنس ( الشيطان ) من قلبه فذهب، وإذا غفل التقم قلبه فحدثه ومناه‏.


 والله عز وجل يقول: ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين).


وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الوابل الصيب كثيرا من فوائد الذكر وعد منها أن الذكر يزيل قسوة القلب.


فنسأل الله الكريم بمنه أن يرزقنا كثرة ذكره ، وأن يجنبنا قسوة القلب وأن يرزقنا قلوبا سليمة ،
آ مـــــــــــين
 والحمد لله رب العالمين.

الجمعة، نوفمبر 04، 2011

صمت المعانى




احبك واعرف ان حبك كقصر فوق الرمال

احبك ويشتعل قلبى سعادة كلما رآك

احبك واعرف انك ضيفاً عابراً فى حياتى

احبك بكل ما فىَّ من احساس

احبك واعرف ان حبنا يذوى كفجر الاحزان

وان حكايتنا ستنتهى وتصبح فى خبر كان

احبك واعرف ان رحيلك مكتوب فوق جبينى

لكنى ارانى الآن غارقة فى بحر حبك للنخاع

لا انتظر موتى فى لحظة مضيك منذ الآن

وساعيش حبك فى لحظاتى كزهرة فوق الرمال

وساظل احبك وان رحلت عن المكان

وانسج  فى حبك  حكايات شهر زاد

وان زوت نفسى فى بحر احزانك

سيظل حبك فى المكان يؤنسنى


كل سنة وانت طيب

الخميس، نوفمبر 03، 2011

اخر كلمة قالها الشيخ الشعراوي رحمه الله على فراش الموت

فضل العشر الأوائل من زى الحجة





وَالْفَجْرِ (1)وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5)} < انتبهو أخوانى واخواتى في الله إنها أعظم فرصة في حياتكم .. إنها صفحة جديدة مع الله .. إنها أفضل أيام الله .. تخيل أنها أفضل من العشر الأواخر من رمضان !! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، يعني أيام العشر ، قالوا : يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال « ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء». انظر كيف يتعجب الصحابة حتى قالوا: ولا الجهاد ؟!! إنها فرصة هائلة .. فرصة لبدء صفحة جديدة مع الله .. فرصة لكسب حسنات لا حصر لها تعوض ما فات من الذنوب.. فرصة لكسب حسنات تعادل من أنفق كل ماله وحياته وروحه في الجهاد .. فرصة لتجديد الشحن الإيماني في قلبك.. ماذا أعددت لهذه العشر وماذا ستصنع ؟؟ إذا كان الأمر بالخطورة التي ذكرتها لك :- فلابد من تصور واضح لمشروعات محددة تقوم بها لتكون في نهاية العشر من الفائزين.. دعك من الارتجال والاتكال وحدد هدفك .. إليك هذه المشاريع ، لا أعرضها عليك عرضًا .. وإنما أفرضها عليك فرضًا .. افعلها كلها ولو هذه المرة الواحدة في حياتك : < مشروع ختم القرآن {ونُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً} [الإسراء:82] .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف » .. لابد من ختمة كاملة في هذه العشر على الأقل .. بدون فصال . وأنت تتلو القرآن .. أنزل آيات القرآن على قلبك دواء .. ابحث عن دواء لقلبك في القرآن .. فتأمل كل آية .. وتأمل كل كلمة .. وتأمل كل حرف.. ولكي تختم القرآن في هذه العشرة أيام عليك أن تقرأ ثلاثة أجزاء يوميًا .. < ولكي تتحفز أبشرك : أن ثلاثة أجزاء على حساب الحرف بعشرة حسنات تعادل نصف مليون حسنة يوميًا .. هيا انطلق .. نصف مليون حسنة مكسب يومي صافي من القرآن فقط .. ثم مفاجأة أخرى أنه في هذه الأيام المباركة تضاعف الحسنات . قرآن ..وملايين .. هيا .. هيا . < مشروع وليمة لكل صلاة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نُزُلا في الجنة كلما غدا أو راح » ، والنُزُل هو الوليمة التي تعد للضيف .. تعال معي .. أعطيك مشروع الوليمة : أن تخرج من بيتك قبل الأذان بخمس دقائق فقط بعد أن تتوضأ في بيتك .. ثم تخرج إلى المسجد وتردد الأذان في المسجد ، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، والدعاء له صلى الله عليه وسلم بالوسيلة والفضيلة ، ثم صلاة السنة القبلية بسكينة وحضور قلب ثم جلست تدعو الله لأن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة . وما أحلاك لو اصطفاك ربك واجتباك ودمعت عيناك... ثم صليت في الصف الأول على يمين الإمام وقرت عينك بتلك الصلاة فجلست قرير العين تستغفر الله وتشكره وتذكره ، ثم صليت السنة البعدية بعد أن قلت أذكار الصلاة، إذا فعلت ذلك : < فإليك الثمرات : ثواب تساقط ذنوبك أثناء الوضوء . كل خطوة للمسجد ترفع درجة وتحط خطيئة . ثواب ترديد الأذان مغفرة للذنوب . ثواب الدعاء للرسول صلى الله عليه وسلم نوال شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم . ثواب صلاة السنة القبلية . ثواب انتظار الصلاة فكأنك في صلاة . ثواب الدعاء بين الأذان والإقامة . ثواب تكبيرة الإحرام ، صلاة الجماعة ، الصف الأول ، ميمنة الصف . ثواب أذكار الصلاة ، والسنة البعدية ، وثواب المكث في المسجد ، و..... و...... . بالله عليكم .. أليست وليمة ؟!!.. بالله عليكم من يضيعها وهو يستطيعها .. ماذا تسمونه ؟! < مشروع الذكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من أيام أعظم عند الله ، ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر ، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير».. فأعظم كلمات الذكر عموما في هذه الأيام : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وهن الباقيات الصالحات ، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لكل كلمة منها شجرة في الجنة ، وأن ثواب كل كلمة منها عند الله كجبل أحد .. وإنني أعتقد أيها الأحبة أنه كما أن رمضان دورة تربوية مكثفة في القرآن ، فالعشر الأوائل دورة تربوية مكثفة في الذكر .. وتقول لي : ومتى أقول هذه الكلمات ؟؟ أقول لك : عود نفسك .. عود نفسك .. عود نفسك .. أثناء سيرك في الطريق لأي مشوار . وأنت مستلق على السرير قبل النوم . أثناء الكلام اقطع كلامك واذكرها ، وأثناء الأكل . أن تذهب للمسجد مبكرا وتنهمك في هذا الذكر حتى تقام الصلاة . إذا التزمت وتعودت ما قلته لك لن تقل يوميا غالبا على حسب ظني ذكرك عن ألف مرة ، مما يعني 4000 شجرة في الجنة يوميا ، هل تعلم أنك لو واظبت على هذا في الأيام العشرة كلها كيف ستكون حديقتك في الجنة ؟؟ هل تتخيل 100 ألف فدان في الجنة تملكها في عشرة أيام !! أليست هذه فرصة المغبون من يضيعها ؟!! < مشروع الصيام عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس» .«صحيح أبي داود

منقول للفائدة

وائل جسار - يوم زفافك

عبد السلام عارف

نشرت مجلة الوعى العربى فى24/2/2008 مقال بعنوان (عبد السلام عارف كما رايته ) بقلم صبحى ناظم توفيق كان هذا مضمونه: لندن ـ القدس العربي : في كتاب جديد من حياة الرئيس العراقي الاسبق عبد السلام عارف، يتحدث الدكتور صبحي ناظم توفيق عن تجربته كحارس لمنزل رئيس الجمهورية. ويزخر كتاب عبد السلام محمد عارف كما رأيته بالكثير من المعلومات الجديدة الشيقة حول الرئيس الاسبق، ومنها تفاصيل حول تواضع الرئيس وعائلته ومنزله. فقد كان منزل الرئيس متواضعا جدا، وفي منطقة شعبية، وكان يخلو من وجود هاتف، حيث امر عارف بنقل هاتف منزله الي مقار حماية داره بعد ان اعتذرت بدالة الاعظمية عن نصب هاتف للحماية لعدم توفر خط شاغر. وكان ابناء الرئيس وبناته يذهبون الي مكتب الحماية في حال اضطروا لإجراء مكالمات هاتفية. ويروي الدكتور صبحي ناظم ان زوجة الرئيس كلمته مرة واحدة في حياتها حين استدعته لتشكو له بصوت خافت تصرف احد جنوده ازاء ابنة جيرانهم. ويقول د. صبحي ناظم توفيق ان من الامور التي كان يعاني منها اثناء عمله بالحراسة، هي اصرار الرئيس علي السير لوحده في المنطقة، فكان هو يتابعه عن بعد، وفي احدي المرات فقد حراسه اثره ثلاث ساعات وتبين انه ذهب لزيارة احد اصدقائه. عندما كلفت بحماية منزل الرئيس عبد السلام تصورته قصرا فارها تحيط به الدبابات والمدافع وفوجئت به بسيطا وسط بيوت المواطنين عبد السلام محمد عارف.. ضابط عراقي عربي، دخل التاريخ من أوسع أبوابه في الرابع عشر من تموز (يوليو) 1958 عندما قاد اللواء العشرين من جلولاء وهو آمر فوج ويحمل رتبة عقيد ركن، وفجر ثورة في العراق، توجت نضالات وتضحيات العراقيين ضد الاستعمار والقوي الرجعية وسياسات الأحلاف والمعاهدات التي كبلت العراق وعزلته عن أمته العربية، وشكلت علامة مضيئة علي طريق التحرر والانطلاق نحو آفاق التقدم والتنمية الوطنية والوحدة العربية، لذلك ليس غريبا ان تقترن ثورة تموز (يوليو) باسم هذا الرجل الذي ضرب أروع الدلالات في الإيثار الوطني والالتزام الاخلاقي، عندما تنحي عن موقعه الفعلي كقائد للثورة ومنفذها الاول الي زميله ورفيقه الزعيم الركن (العميد) عبد الكريم قاسم آمر اللواء التاسع عشر، وفاء منه لكلمة شرف واتفاق اخوة وقسم علي التعاضد والتعاون بما يخدم العراق والأمة العربية، علما بأن الاخير الذي وصل الي بغداد بعد نجاح الثورة بخمس ساعات واحتل مكانه في وزارة الدفاع كرئيس للوزراء وقائد عام للقوات المسلحة ووزير للدفاع، لم يقابل صنيع عبد السلام وفروسيته، الا بالجحود والتعالي، الامر الذي أدي الي انتكاسة الثورة وانحرافها عن الأهداف الوطنية والقومية التي قامت من أجلها، واعتقال مفجر الثورة ومحاكمته وسجنه وإصدار حكم باعدامه في سياق عملية كيدية للانتقام من دوره البطولي في انبثاق الثورة ونجاحها. وكما عاني عبد السلام عارف ظلما واجحافا من زميله السابق عبد الكريم قاسم، فانه واجه غبنا وتهميشا من رفاقه الجدد عقب حركة الثامن من شباط (فبراير) 1963 عندما حاول البعثيون استغفاله والتجاوز علي مكانته وموقعه، وهم الذين استعانوا به كاسم وطني لامع ووجه قومي بارز، لصدارة الحركة واستثمار رصيده الثوري في مواجهة المعسكر المناوئ للوحدة والتيارالقومي من شيوعيين واكراد انفصاليين وبقايا العهد الملكي المباد، ولأن عبد السلام استوعب درس عبد الكريم قاسم جيدا، وأدرك بعد سنوات القهر الخمس التي أعقبت ثورة تموز (يوليو)، أن الاخوة والرفقة التي جمعته مع البعثيين لها التزامات مشتركة عليه وعليهم، وكل طرف يتهاون أو لا يحترم ما التزم به، يتحمل نتائج أعماله، لذلك اضطر عبد السلام الي حسم الامر معهم في الثامن عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 1963 وأنقذ العراق مرة أخري من الفوضي وتناحر البعثيين وانشقاقاتهم. والذين يستذكرون العامين والشهور الخمسة التي كان فيها عبد السلام عارف رئيسا للعراق من معاصرين له، او مؤرخين منصفين لعهده، لا بد وأن يتوقفوا إزاء سلسلة انجازات تحققت في هذه الفترة القصيرة، علي صعيد الأمن والاستقرار في البلاد والسلم الاجتماعي وسيادة القانون، والقرارات الاشتراكية والتشريعات التقدمية في استثمار الموارد والثروات الوطنية واتساع الخدمات البلدية والتعليمية والصحية والاجتماعية، وكلها موثقة لا تحتاج الي اثباتات. وقد تعرض عبد السلام عارف في حياته وبعد وفاته في ذلك الحدث الجلل في الثالث عشر من نيسان (ابريل) 1966 الي ظلم كبير من قيادات حزبية وطائفية وعرقية تجنت عليه بدوافع سياسية، نتيجة استقامته وتواضعه، وثباته علي منهجه الوطني والقومي، وقد اتهم ولا يزال من قبل أوساط شيعية مقربة من ايران، بأنه طائفي سني، وتنسي او تتناسي انه هو من سمح لآية الله الخميني رجل الدين المعارض للشاه، بالقدوم الي العراق من منفاه في تركيا مطلع عام 1964، والاقامة والتدريس في النجف معززا ومحميا من عملاء الشاه البهلوي الايراني، واتهمته أطراف أخري بالدكتاتورية، رغم ان سيرته في الحكم والسلطة تؤكد عدالته ونزاهته اضافة الي بساطته ونقاء سريرته، واتهمه بعض قيادات القوميين بعدم الحماس للوحدة وأثبتت الايام انه قومي صلب ووحدوي أصيل. عبد السلام عارف رحل الي جوار ربه، نظيف اليد والجيب والوجدان، لم يترك لبناته وأولاده أرصدة وعقارات وممتلكات، ولعلها من المصادفات الجميلة ان يصدر كتاب يؤرخ لجانب من حياة الرئيس الراحل عبد السلام عارف وفي هذا الزمن الذي صار فيه العراق يرزح تحت الاحتلال الامريكي ويحكم من زمر طائفية وعرقية معادية لتاريخ العراق وتراثه الوطني وعروبته، وأجمل ما في الامر ان صاحب الكتاب أكاديمي عراقي ومن القومية التركمانية، ليس محسوبا علي حزب أو جماعة سياسية معينة، بدأ حياته عسكريا وقادته وظيفته ليكون قريبا من رئيس الجمهورية مسؤولا عن حماية داره وضابطا في الحرس الجمهوري، فكتب مشاهداته وانطباعاته بتجرد وحيادية، مدفوعا بموضوعية شديدة ووطنية مخلصة، بعيدا عن المبالغات واصطناع الحوادث والروايات. لقد سرد الدكتور صبحي ناظم توفيق أحداثا عايشها، أو كان قريبا منها أو عارفا ببعض تفاصيلها، وقدمها الي قراء كتابه كما جرت بدون تزويق ومغالاة،

كــــم احبـــك



كم احبك

كم احبك

يــــــــــا ربي



اعلم اني مقصر في حقـــــــــــــــــــــــــك ....... ولكني احبـــــــك

فأنت ربي ومن روحـــك أحيـيــــــــــتني



كــــم احبـــك


وكيف احبك وقد تملكني الكسل ؟


ولوحقا احبك لفتحت عيناي على وقت الاذان

ويدق قلبـــــي عندما يسمع النــــداء

فأنت الهـــــــي .........لن يطمئن قلبـــي الا اذا وحدتــــــك


كــــم احبـــك


وكيف احبك وقد تملكني الشرود ؟


افكر فيهم اجمعين و انت بجلالك ما تسقط من ورقه الا وأنت تعلمها



كــــم احبـــك

وكيف احبك وقد تملكني عمل بلا معنى ؟


اعمل من اجلهم واحسب اني على خطى الحبيب

وانت بحبك لنا تنادينا ياأيها المؤمنون.........



ولكني فعلا احبك


نعم حبي لم يرتقي الى الحب الذي يرتقي بي اليك سبحانك



ولكني أسألك بأعظم اسم سميت به نفسك ان تهب لي حبك و حب من احبك

وحب عمل يقربني الى حبك 

اميــــــــــــــــــــــن

اهديكم تلك الكلمات

اهديكم تلك الكلمات


انما الدنيا حلم.. واآخرة يقظة ، والموت متوسط بينهما ونحن

 اضغاث احلام من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسرمن نظر 

في العواقب نجا ومن اطاع هواه ضل ،من حلم غنم ومن خاف

 سلم ومن اعتبر ابصر ومن ابصر فهم ومن فهم علم ومن علم

 عمل فإذا زللت فارجع واذا ندمت فاقلع واذا جهلت فاسأل واذا

 غضبت فأمسك واعلم ان افضل الاعمال ما اكرهت النفوس

 عليه

حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات