عندما بدأت مخططات «توريث السلطة» داخل القصر الجمهوري كانت سوزان ثابت هي المحور الرئيسي الذي دارت حوله الأحداث.. وعندما وصلت المسرحية إلي نهايتها كان أن وجدت سيدة القصر نفسها محاطة بجرائم فساد وإفساد مالي تطاردها علي أبواب سجن القناطر(!!).
سوزان ثابت قرينة الرئيس السابق كانت محوراً أساسياً في أغلب التغطيات الصحفية التي سودت صفحات الجرائد والمجلات العالمية خلال الأسبوع المنصرم إذ كشف العديد منها عما وصفته بمخططات سوزان السياسية.
وكان أن رأت مجلة «نيوزويك» علي سبيل المثال أن سوزان مبارك أذكي من مبارك بعشر مرات، ولذلك فقد استطاعت أن تدعم نجلها بقوة.
ووصفت باربارا إبراهيم أستاذة العلوم المدنية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وزوجة د.سعد الدين إبراهيم سوزان بأنها أكثر طموحا وتمرسا من زوجها. وهو ما دللت عليه المجلة بقدرتها علي جذب عدد كبير من المنظمات العالمية غير الحكومية إلي مصر، كما تشير المجلة إلي أنها كانت أكثر إدراكا لما يدور خارج القصر الرئاسي من زوجها والدائرة المحيطة به.
وأشارت صحف أخري إلي اهتمام سوزان بإبراز الجانب الإنجليزي في شخصيتها حيث إن والدتها إنجليزية وإذ كانت تستخدم جملاً مثل «أولاد عمومتي في لندن» أو «عائلتي في انجلترا».. وتقحمها في حديثها كي تعطي انطباعا مختلفا لدي الغرب الذي كان يراها سيدة أولي مصرية بنكهة عربية وثقافة مزدوجة إذ كانت - وقتئذ - نشاطاتها المتنوعة في مجال المرأة والطفل مثار إعجاب الغرب ممن لايعايشون الواقع المصري الحقيقي.
ذهب بعض المحللين إلي أن سوزان كانت الوحيدة التي تستطيع مواجهة ما يعرف بالحرس القديم بجرأة غير معتادة، وقد ظهر ذلك جليا في إثارتها مسألة ختان الإناث رغم عدم رضا الدائرة المحيطة بمبارك عن التطرق إلي مثل هذه الأمور التي تتشابك فيها العادات والتقاليد مع الدين. مما يثير جدلا ورفضا لم يكن الحرس القديم يرغب فيه في ظل سياسات الحرس الجديد المحيط بنجل الرئيس «السابق» والتي كانت مثار استفزاز لقطاع عريض من الشعب. ••
تطرقت مجلة «نيوزويك» الأمريكية إلي الطموح «غير المحدود» لسوزان مبارك، الذي دفعها للتفكير في بناء سلالة سياسية لأبنائها وأحفادها ونظرا لعدم اهتمام علاء «الابن الأكبر» بالسياسة.. إذ وصفته المجلة بأنه مولع بالرياضة فقط. فكان جمال هو الملاذ الأخير لتحقيق حلم سوزان في خلافة والده.
وتصف المجلة «جمال» علي لسان أحد زملائه بالمدرسة، ويدعي «زياد علي» بأنه كان طالبا مجتهدا لكنه لم يكن رجل سياسة فهو ذكي يهوي القراءة والاطلاع، بالإضافة إلي كونه مصرفيا متمكنا في عمله. وعلي الرغم من ذكاء جمال العملي إلا أنه كان يفتقد الحس الاجتماعي تماما.. وهو ما يؤكده صديقه للمجلة مشيرا إلي أن مشكلة جمال الكبري كانت التواصل مع الناس فهو شخص لايتمتع بالكاريزما المطلوبة لدي الساسة أي أنه كان شاباً متعلماً مثقفاً لكنه لم يكن يوما قريبا من أقرانه.. وبالتالي فقد كان من الصعب أن يحكم أو يكون زعيما.
أحد المقربين من مبارك - رفض ذكر اسمه - تحدث إلي مجلة «نيوزويك» مشبها الموقف آنذاك بمصنع يديره رجل عجوز يعلم كيف تسير الأمور، ويرغب في بقائها كما هي مهما كلفه ذلك ومهما تطلب الأمر تطويرا.. ويأتي ابنه بعد أن ينهي تعليمه بالخارج مفعما بالأفكار الجديدة، وطامحا في جلب ماكينات متطورة، لكن هذه الماكينات مرتفعة التكلفة وضعيفة ويصعب صيانتها.
وهكذا كان ينظر الحرس القديم المحيط بمبارك لمجموعة جمال.. ويؤكد هذا الشخص الذي ظل لوقت طويل مقربا من دائرة مبارك أن الرئيس السابق نفسه كان يري «رجال جمال» علي هذا النحو!
••
أما مبارك فتراه الصحافة الغربية رئيسا «مغيبا» عما يحدث علي أرض الواقع حيث يقوم المقربون منه بحجب الحقيقة عنه ويتعمدون تغييبه، وتركز صحيفة «نيوزويك» علي صفوت الشريف بالذات حيث تؤكد أنه كان من أهم المسئولين عن تغييب الرئيس. وتشير العديد من الصحف إلي أن مبارك بطبعه لم يكن شخصا طموحا، وإن كان مجتهداً لكن الصدفة جعلته نائبا للرئيس السابق.. وبالتالي رئيسا فبدأ الطموح الذي كانت زوجته تغذيه.
وتري الصحيفة أن مبارك أضاع فرصة ثمينة للتنحي وترك الحكم ليس أثناء الثورة بل قبل ذلك بكثير بعد وفاة حفيده الأكبر حيث أبدي الشعب تعاطفا بالغا مع الجد المكلوم .. حتي إن المجلة توقعت أنه إذا كان مبارك قد بادر بالتنحي آنذاك لكان الشعب تمسك به رافضا تركه الحكم تعاطفا مع ظروفه.. وأن مبارك باستخدامه اللغة العربية الفصحي اختار الابتعاد عن العامة الذين لايتحدثون الفصحي ولاينجذبون لمن يتحدثها علي عكس السادات الذي كان يتحدث بالعامية فأحبه الشعب أو علي الأقل كان يهتم بسماع خطاباته لكي يفهم وجهة نظره.
وكان أن رأت مجلة «نيوزويك» علي سبيل المثال أن سوزان مبارك أذكي من مبارك بعشر مرات، ولذلك فقد استطاعت أن تدعم نجلها بقوة.
ووصفت باربارا إبراهيم أستاذة العلوم المدنية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وزوجة د.سعد الدين إبراهيم سوزان بأنها أكثر طموحا وتمرسا من زوجها. وهو ما دللت عليه المجلة بقدرتها علي جذب عدد كبير من المنظمات العالمية غير الحكومية إلي مصر، كما تشير المجلة إلي أنها كانت أكثر إدراكا لما يدور خارج القصر الرئاسي من زوجها والدائرة المحيطة به.
وأشارت صحف أخري إلي اهتمام سوزان بإبراز الجانب الإنجليزي في شخصيتها حيث إن والدتها إنجليزية وإذ كانت تستخدم جملاً مثل «أولاد عمومتي في لندن» أو «عائلتي في انجلترا».. وتقحمها في حديثها كي تعطي انطباعا مختلفا لدي الغرب الذي كان يراها سيدة أولي مصرية بنكهة عربية وثقافة مزدوجة إذ كانت - وقتئذ - نشاطاتها المتنوعة في مجال المرأة والطفل مثار إعجاب الغرب ممن لايعايشون الواقع المصري الحقيقي.
ذهب بعض المحللين إلي أن سوزان كانت الوحيدة التي تستطيع مواجهة ما يعرف بالحرس القديم بجرأة غير معتادة، وقد ظهر ذلك جليا في إثارتها مسألة ختان الإناث رغم عدم رضا الدائرة المحيطة بمبارك عن التطرق إلي مثل هذه الأمور التي تتشابك فيها العادات والتقاليد مع الدين. مما يثير جدلا ورفضا لم يكن الحرس القديم يرغب فيه في ظل سياسات الحرس الجديد المحيط بنجل الرئيس «السابق» والتي كانت مثار استفزاز لقطاع عريض من الشعب. ••
تطرقت مجلة «نيوزويك» الأمريكية إلي الطموح «غير المحدود» لسوزان مبارك، الذي دفعها للتفكير في بناء سلالة سياسية لأبنائها وأحفادها ونظرا لعدم اهتمام علاء «الابن الأكبر» بالسياسة.. إذ وصفته المجلة بأنه مولع بالرياضة فقط. فكان جمال هو الملاذ الأخير لتحقيق حلم سوزان في خلافة والده.
وتصف المجلة «جمال» علي لسان أحد زملائه بالمدرسة، ويدعي «زياد علي» بأنه كان طالبا مجتهدا لكنه لم يكن رجل سياسة فهو ذكي يهوي القراءة والاطلاع، بالإضافة إلي كونه مصرفيا متمكنا في عمله. وعلي الرغم من ذكاء جمال العملي إلا أنه كان يفتقد الحس الاجتماعي تماما.. وهو ما يؤكده صديقه للمجلة مشيرا إلي أن مشكلة جمال الكبري كانت التواصل مع الناس فهو شخص لايتمتع بالكاريزما المطلوبة لدي الساسة أي أنه كان شاباً متعلماً مثقفاً لكنه لم يكن يوما قريبا من أقرانه.. وبالتالي فقد كان من الصعب أن يحكم أو يكون زعيما.
أحد المقربين من مبارك - رفض ذكر اسمه - تحدث إلي مجلة «نيوزويك» مشبها الموقف آنذاك بمصنع يديره رجل عجوز يعلم كيف تسير الأمور، ويرغب في بقائها كما هي مهما كلفه ذلك ومهما تطلب الأمر تطويرا.. ويأتي ابنه بعد أن ينهي تعليمه بالخارج مفعما بالأفكار الجديدة، وطامحا في جلب ماكينات متطورة، لكن هذه الماكينات مرتفعة التكلفة وضعيفة ويصعب صيانتها.
وهكذا كان ينظر الحرس القديم المحيط بمبارك لمجموعة جمال.. ويؤكد هذا الشخص الذي ظل لوقت طويل مقربا من دائرة مبارك أن الرئيس السابق نفسه كان يري «رجال جمال» علي هذا النحو!
••
أما مبارك فتراه الصحافة الغربية رئيسا «مغيبا» عما يحدث علي أرض الواقع حيث يقوم المقربون منه بحجب الحقيقة عنه ويتعمدون تغييبه، وتركز صحيفة «نيوزويك» علي صفوت الشريف بالذات حيث تؤكد أنه كان من أهم المسئولين عن تغييب الرئيس. وتشير العديد من الصحف إلي أن مبارك بطبعه لم يكن شخصا طموحا، وإن كان مجتهداً لكن الصدفة جعلته نائبا للرئيس السابق.. وبالتالي رئيسا فبدأ الطموح الذي كانت زوجته تغذيه.
وتري الصحيفة أن مبارك أضاع فرصة ثمينة للتنحي وترك الحكم ليس أثناء الثورة بل قبل ذلك بكثير بعد وفاة حفيده الأكبر حيث أبدي الشعب تعاطفا بالغا مع الجد المكلوم .. حتي إن المجلة توقعت أنه إذا كان مبارك قد بادر بالتنحي آنذاك لكان الشعب تمسك به رافضا تركه الحكم تعاطفا مع ظروفه.. وأن مبارك باستخدامه اللغة العربية الفصحي اختار الابتعاد عن العامة الذين لايتحدثون الفصحي ولاينجذبون لمن يتحدثها علي عكس السادات الذي كان يتحدث بالعامية فأحبه الشعب أو علي الأقل كان يهتم بسماع خطاباته لكي يفهم وجهة نظره.
وعلي صفحات الـ «نيويوركر» يتذكر الصحفي بالجريدة «جوشوا هامر» الذي أجري حوارا عام 2009 مع جمال وبدا واثقا من نفسه تماما - أي جمال - لايشغله اليوم سوي الدفاع عن نفسه وعن «نظام مبارك المتهم» بالفساد.
يقول «جوشوا»: جمال ما قبل الثورة ليس كما هو بعدها.. فقد كان الاحتمالان المطروحان داخليا وخارجيا بالنسبة له: هل سيخلف والده من خلال الترشيح في الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر عقدها هذا العام أم سيتم تجنيبه لصالح إحدي القيادات؟!
لكن كل هذه الطروحات ذهبت إلي غير رجعة.. فالشعب الذي انطلق إلي الشوارع وهزم خوفه من بطش الحاكم لن يتقبل أن يكون ابنه هو الرئيس القادم بل لقد وصفت الـ «نيويوركر» جمال بأنه رمز لفساد نظام والده وتجاهل أركان هذا النظام لمطالب الشعب الفقير. وعندما أعلن الرئيس السابق تعيين اللواء عمر سليمان الرئيس السابق للمخابرات المصرية نائبا له كان أن تأكد جمال أن هذه هي نهايته التي لم ترسمها لها والدته!
يقول «جوشوا»: جمال ما قبل الثورة ليس كما هو بعدها.. فقد كان الاحتمالان المطروحان داخليا وخارجيا بالنسبة له: هل سيخلف والده من خلال الترشيح في الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر عقدها هذا العام أم سيتم تجنيبه لصالح إحدي القيادات؟!
لكن كل هذه الطروحات ذهبت إلي غير رجعة.. فالشعب الذي انطلق إلي الشوارع وهزم خوفه من بطش الحاكم لن يتقبل أن يكون ابنه هو الرئيس القادم بل لقد وصفت الـ «نيويوركر» جمال بأنه رمز لفساد نظام والده وتجاهل أركان هذا النظام لمطالب الشعب الفقير. وعندما أعلن الرئيس السابق تعيين اللواء عمر سليمان الرئيس السابق للمخابرات المصرية نائبا له كان أن تأكد جمال أن هذه هي نهايته التي لم ترسمها لها والدته!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق