أتى به أبيه إلى القاهرة وعمره إثنتا عشر سنه. فطلب العلم
ودرس على علماء عصره من أمثال العلامه "الميدومى"
وقرأ الأصول على يد شيخه شمس الدين "الاصفهانى"
والنحو على يد شيخه "ابى حيان" وقد أذن له بالفتوى وهو
ابن خمسة عشر سنه.
فاق الأقران والزملاء وإجتمعت فيه شروط الاجتهاد على
وجهها الصحيح فقيل أنه "مجدد القرن التاسع الهجرى"
وأثنى عليه شيوخه وزملائه وهو شاب، وانتهت به دراسة
العلم في أقطار الأرض، وقصده العلماء والطلاب من كل
صوب، واتته الفتوى من كل ناحيه
=-=-=-=-=-
تولى عدة وظائف منها إفتاء دار العدل وسافر إلى دمشق
سنة 769 هجريه فباشره مدة قصيره ثم عاد. وفى عام 793
هجريه سافر إلى حلب بصحبة السلطان "برقوق بن أنس
العثمانى " ودرس بها ثم عاد إلى القاهرة مع السلطان
وعظم شأنه، وصار يجلس في مجلس السلطان بجواره
وفوق قضاة القضاة، وعكف التدريس والتصنيف وانتفع به
عامة الطلبه.
برقوق ابن انس العثمانى هو أول سلاطين دولة المماليك
الجراكسه العظماء وهو الذي دافع عن الحضارة الإسلامية
ضد الموجه الشرسه الثانيه من المغول بعد أن قتلوا العلماء
والنساء والاطفال في دمشق، فقاد جيشا ضخما وزحف
اليهم بالشام، لكنهم فروا خوفا منه وكان خيرا يعطف على
الفقراء
-==-=-=-=-=-=
تتلمذ على يد الشيخ سراج الدين البلقينى تلاميذ كثيرة جدا
منهم: حافظ دمشق "ابن ناصر الدين" والحافظ ابن حجر،
الذي قال عنه خرجت له أربعين حديثا عن أربعين شيخا
حدث بها مرارا وقرأت عليه دلائل النبوه " للبيهقى فشهد لى
بالحفظ في المجلس العام. من تلاميذه أيضا الشيخ "برهان
الدين المحدث: الذى قال عنه رأيته فريد دهره، فلم تر عينى
أحفظ منه للفقه ولأحاديث الاحكام.
=-=-=-=-
أنشأ العلامه سراج الدين البلقينى مدرسه بخط "بين
السيارج" بحى باب الشعريه الآن بالقاهرة. خرجت ألاف
العلماء وجمع فيها كل مريديه ومحبيه من نوابغ الطلاب
وأوقف عليها الأوقاف الكثيرة مما تفضل الله بها عليه. تعلم
في هذه المدرسه أيضا أولاده وأحفاده من علماء بيت
البلقينى وكان ابن حجر أحد طلاب هذه المدرسه ودفن
البلقينى بها.
كما ورد في كلمة الدكتور / مجاهد توفيق.. في مجلة منبر
الإسلام
=-=-=-=-=-
مؤلفاته وحلقاته بالجامع الأزهر
كان لشيخ الإسلام سراج الدين حلقه كبيرة بالجامع الأزهر
في الفقه الشافعى وغيره وكان يجلس فيها محبيه وأتباعه.
ذلك بالإضافة إلى دروسه في مدرسته المشهوره وله
مؤلفات كثيرة منها:
"شرحان على الترمذى" - تصحيح المنهاج - ولكنه مات قبل
أن يكمله
له بمكتبه الأزهر : "لتصحيح للتنقيح.. "مصحح المنهاج"
الموجود منه الجزء الرابع فقط يبتدئ بكتاب الأضحيه وينتهى
إلى كتاب الشهادات في مجلد بقلم معتاد قديم في 222
ورقه ويوجد تحت رقم 2132 ورقم 535 28 عام بمكتبة
الازهر تحت فن "فقه الشافعى"
=-=-=-=
توفى الشيخ عمر سراج الدين البلقينى نهار الجمعه الحادى
عشر من ذى القعده وصلى عليه ولده جلال الدين ودفن
بمدرسته بعد عمر مديد قضاه في خدمة الإسلام وعلومه
فعليه سحائب الرحمة والرضوان. وقد رثاه تلميذه ابن حجر
وغيره بقصائد طويله يقول ابن حجر في مطلعها:
يا عين جودى لفقد البحر بالمطر ** وأدرى الدموع ولا تبقى
ولا تذرى
أقضى نهارى في هم وفي حزن *** وطول ليلى في فكر
وفى سهر
وغاص قلبى في بحر الهموم أما *** ترى سقيط دموعى منه
كالدرر
فرحمة الله والرضوان يشمله *** سلامة ما بلى باك على
عمرى
لقد أقام منار الدين متضحا ** سراجه فأضاء الكون للبشر
من لو رأه ابن ادريس الامام اذن ** أقرا وقر عيونا منه بالنظر
فحقق كم له بالفتح من مدد ** تحقيق رجوى نبى الله في
عمر
والقصيدة طويلة جدا ولمن يريد مراجعتها فهي في كتاب
بدائع الزهور لابن إياس الجزء الأول قسم 2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق